15 - 10 - 2024

عجايب غراب أبيض | يا دكتور زايد.. أنصف د. خالد عزب ونفسك

عجايب غراب أبيض | يا دكتور زايد.. أنصف د. خالد عزب ونفسك

 في أروقة الجمعية التاريخية بالقاهرة، عرفني الصديق الراحل الكاتب الصحفي المحترم عبد العال الباقوري بالمثقف المستنير المتميز والمؤرخ الموسوعي عاشق مصر وعمرانها وآثارها الدكتور خالد عزب. ولذا كنت محظوظا أن أدرك عن قرب خصالا لاترى عن بعد، كالتواضع وحسن الخلق والهدوء والعطاء للناس بدون من أو ضجيج. وهذا يضاف إلى كونه من أبرز علمائنا قدرة وإبداعا في وضع عمارتنا الإسلامية وتاريخها حية نابضة في سياق المجتمع والحضارة والثقافة، وحياتنا والآن. 

لا أفهم أن تضطر هذه القامة المنيرة بإشعاعاتها على حاضر الثقافة المصرية والعربية لبيع جانب من مكتبته كي يعول أسرته، وبعدما حرمه مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور أحمد زايد ، عالم الاجتماع الذي نعرف ونقدر، مما تبقى له من راتب ( الربع)، ومنعه من دخول المكتبة منذ نوفمبر 2023.  

 لا أفهم لأن الدكتور زايد كحالنا يعرف أن الدكتور خالد من مؤسسي المكتبة منذ بدايتها 2001، ومدير مشروعاتها الأهم والأكثر إثمارا وجدية، والمسؤول، بحق وإخلاص، عن برنامجها لمكافحة التطرف والإرهاب بين 2013 و 2019، والحاصل على جائرة الدولة، وأكرر الدولة، للتفوق في  العلوم الاجتماعية 2016 عن مجمل أبحاثه. ولنلاحظ  كل هذه التواريخ بعد 2013.

كان اعتقال الدكتور خالد في 2019 لنحو 15 شهرا بدوره غامضا مخيفا، وغير مفهوم ولا مبرر ولا تفسير له لليوم، إلا بالإشارة همسا للتقاريرالكاذبة التافهة المحرضة والطائشة "إياها" من "إياهم"، والتي تعصف بخلق الله وأفاضل المصريين وكرامهم، وبدوافع الحقد الدفين والمنافسة غير الشريفة والإزاحة بأساليب رخيصة. 

  لا أفهم، وأربأ بالدكتور زايد، الذي حضرت له منذ نهاية السبعينيات طالبا بالجامعة وصحفيا مساهمات ومداخلات مقدرة عندي، أن يلوث مسيرته العلمية الأكاديمية وسمعته بالقول يوما إنه كان أداة في أيدي "إياهم" وبالأساليب "إياها"، وأن يصبح مضرب الأمثال لتنكيل مثقف بمثقف.

يسيء لمكتبة الإسكندرية ولسمعتها العالمية ولكل من يحرص عليها أن يقال في الخارج، وتخط في تاريخها، أنها تنكرت للدكتور خالد، واعتدت على حقوقه، بدلا من الوقوف إلى جانبه، وسمحت لأن تؤخذ بشبهة الخضوع لمسؤول مجهول في جهاز أمنى ما، مسؤول غير مسؤول ولا محترف انساق لوشاية لم يتحقق منها.

ولا أفهم أن تعود الدولة المصرية وتتقدم لمناصب ثقافية عالمية كمدير عام اليونسكو، وهي تحمل هذه السوءات والأوزار تجاه مثقفيها.

ويا دكتور زايد لا نطلب منك استقالة أحمد لطفي السيد احتجاجا على تدخل وزير المعارف ومن خلفه الملك فؤاد ورئيس الحكومة إسماعيل صدقي لنقل طه حسين من جامعتك القاهرة 1932. فقط لتنصف الدكتور خالد ونفسك والمكتبة واستقلالية قرار مديرها واعتباره ومكانته، وأعده معززا مكرما مقدرا لما هو أهل له ويستحقه، مع كامل مرتبه.

وعجايب!
----------------------------
بقلم: كارم يحيى 

مقالات اخرى للكاتب

عجايب غراب أبيض | يا دكتور زايد.. أنصف د. خالد عزب ونفسك